الاثنين، 1 أغسطس 2016
في رحاب الأندلس ...
بلاد الأندلس هي اليوم دولتا إسبانيا والبرتغال، أو ما يُسمَّى: شبه الجزيرة الأيبيرية، ومساحتها (مجموع الدولتين) ستمائة ألف كيلو متر تقريبًا؛ أي: أقل من ثُلثي مساحة مصر.
ويفصل شبه الجزيرة الأندلسية عن المغرب مضيق أصبح يُعرَف منذ الفتح الإسلامي بمضيق جبل طارق، (ويسميه الكُتَّاب والمؤرخون العرب باسم درب الزقاق)، وهو بعرض 12.8كم بين سَبْتَة وجبل طارق.
جغرافية الأندلس
تقع شبه الجزيرة الأيبرية في الجنوب الغربي من أوربا، على مثلَّث من الأرض، يضيق كلما اتجهنا نحو الشرق، ويتَّسع كلما اتجهنا إلى الغرب، وتتصل في الشمال بفرنسا (بلاد الفرنجة) بواسطة سلسلة جبلية تُعرف بجبال البرينيه(جبال البرتات)، وباستثناء تلك الناحية فإن المياه تُحيط بها من كل جانب؛ مما جعل العرب يُطلقون عليها «جزيرة الأندلس» على سبيل التجوُّز؛ فالبحر المتوسط يُحيط بها من الشرق والجنوب الشرقي، ويُحيط المحيط الأطلنطي بها من الجنوب الغربي والغرب والشمال.
فجبال البرينيه هي الفاصل البري الوحيد الذي يربط شبه الجزيرة مع أوربا، فتلتقي في الشمال مع المحيط الأطلنطي، وفي الجنوب مع البحر المتوسط.
وجبال البرينيه التي تمثِّل فاصلاً بين فرنسا وإسبانيا تجعل الجزيرة وكأنها تُوَلِّي وجهها عن أوربا، فيما تتجه به إلى المغرب، وهذا ما أجمع عليه الجغرافيون المسلمون الذين عدُّوها امتدادًا لإفريقيا، وليست رقعة من القارة الأوربية، والمعروف أن شبه الجزيرة تتشابه مع المغرب في كثير من المعالم النباتية والحيوانية؛ وبخاصة منطقتي سَبْتَة وطَنْجَة.
أمَّا داخل الجزيرة فسنرى أنفسنا أمام هضبة كبيرة تُعْرَف بالمسيتا، تقطعها الجبال بشكل أفقي، وتكثر فيها الأنهار فكأنها تعيش فوق شبكة من المياه.
لماذا سميت «الأندلس»؟
وعن سبب تسميتها بالأندلس فقد كانت هناك بعض القبائل الهمجية التي جاءت من شمال إسكندنافيا من بلاد السويد والدنمارك والنرويج وغيرها، وهجمت على منطقة الأندلس وعاشت فيها فترة من الزمن، ويُقال: إن هذه القبائل جاءت من ألمانيا، وما يهمنا هو أن هذه القبائل كانت تسمى قبائل الفندال أو الوندال باللغة العربية؛ فسُمِّيت هذه البلاد بفانداليسيا على اسم القبائل التي كانت تعيش فيها، ومع الأيام حُرِّف إلى أندوليسيا فأندلس.
وقد كانت هذه القبائل تتسم بالوحشية، و(Vandalism) في اللغة الإنجليزية تعني همجية ووحشية وتخريبًا، وتعني -أيضًا- أسلوبًا بدائيًّا أو غير حضاري، وهو المعنى والاعتقاد الذي رسخته قبائل الفندال، وقد خرجت هذه القبائل من الأندلس، وحكمتها طوائف أخرى من النصارى عُرِفت في التاريخ باسم قبائل القوط (GOTHS) أو القوط الغربيين، وظلُّوا يحكمون الأندلس حتى قدوم المسلمين إليها.
موسى بن نصير و قرار فتح الندلس ....
لم يكن موسى بن نصير -رحمه الله- هو أول مَنْ فَكَّر في فتح الأندلس، وإنما كانت فكرة فتح الأندلس فكرة قديمة؛ فلقد استطاعت الجيوش الإسلامية أيام عثمان بن عفانرضي الله عنه الوصول إلى القسطنطينية ومحاصرتها، إلاَّ أنها لم تستطع أن تفتحها، فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إن القسطنطينية إنما تُفتح من قِبَل البحر، وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح القسطنطينية في الأجر آخر الزمان".
أي: إنه على المسلمين لكي يتمكَّنُوا من فتح القسطنطينية أن يفتحوا الأندلس أولاً، ثم يتَّجهون منها بعد ذلك إلىالقسطنطينية -في شرق أوربا- ويقصد عثمان بالبحر ما كان يُعرف بالبحر الأسود في ذلك الوقت، لكن المسلمين لم يستطيعوا أن يصلوا إلى الأندلس إلاَّ أيام بني أمية، وفي ولاية موسى بن نصير على الشمال الإفريقي.
موسى بن نصير وعقبات فتح الأندلس
استتبَّ الأمر لموسى بن نصير في شمال إفريقيا، وانتشر الإسلام وبدأ الناس يُقبلون على تعلُّم دينهم، فلمَّا رأى موسى بن نصير ثمار عمله، بدأ يُفَكِّر في نشر الإسلام في البلاد التي لم يصلها بعدُ، فبدأ يُفَكِّر في فتح بلاد الأندلس، والتي لا يفصلها عن شمال إفريقيا سوى المضيق الذي صار يُعْرف بعد الفتح الإسلامي بـ(مضيق جبل طارق)، ولكن كانت هناك عدَّة عقباتٍ؛ كان أهمها ما يلي:
استتبَّ الأمر لموسى بن نصير في شمال إفريقيا، وانتشر الإسلام وبدأ الناس يُقبلون على تعلُّم دينهم، فلمَّا رأى موسى بن نصير ثمار عمله، بدأ يُفَكِّر في نشر الإسلام في البلاد التي لم يصلها بعدُ، فبدأ يُفَكِّر في فتح بلاد الأندلس، والتي لا يفصلها عن شمال إفريقيا سوى المضيق الذي صار يُعْرف بعد الفتح الإسلامي بـ(مضيق جبل طارق)، ولكن كانت هناك عدَّة عقباتٍ؛ كان أهمها ما يلي:
العقبة الأولى: قلَّة السفن
وجد موسى بن نصير أن المسافة التي سيقطعها في البحر بين المغرب والأندلس لا تقلُّ عن 13 كم، ولم يكن لديه سفنٌ كافيةٌ ليعبر بجيشه هذه العقبة المائية؛ فمعظم معارك المسلمين -باستثناء بعض المواقع مثل: ذات الصواري وفتح قبرص- كانت برِّيَّة؛ ومن ثَمَّ لم تكن هناك حاجة كبيرة إلى سفن ضخمة، ولكن الآن الأمر مختلف، وهم في حاجة للسفن الضخمة لتنقل الجنود وَتَعْبر بهم المضيق ليصلوا إلى الأندلس.
وجد موسى بن نصير أن المسافة التي سيقطعها في البحر بين المغرب والأندلس لا تقلُّ عن 13 كم، ولم يكن لديه سفنٌ كافيةٌ ليعبر بجيشه هذه العقبة المائية؛ فمعظم معارك المسلمين -باستثناء بعض المواقع مثل: ذات الصواري وفتح قبرص- كانت برِّيَّة؛ ومن ثَمَّ لم تكن هناك حاجة كبيرة إلى سفن ضخمة، ولكن الآن الأمر مختلف، وهم في حاجة للسفن الضخمة لتنقل الجنود وَتَعْبر بهم المضيق ليصلوا إلى الأندلس.
العقبة الثانية: وجود جزر البليار النصرانية في ظهره
كان موسى بن نصير قد تعلَّم من أخطاء سابقيه؛ فلم يكن يخطو خطوةً حتى يُؤَمِّن ظهره أولاً، وفي شرق الأندلس كانت تقع جزرٌ تُسَمَّى جزر البليار -وهي عدَّة جزر تقع أمام الساحل الشرقي لإسبانيا، وأهمها ثلاثة جزر هي: مَيُورْقَة ومَنُورقَة ويَابِسَة، وتُسَمَّى في المصادر العربية بالجزر الشرقية- وهي قريبة جدًّا من الأندلس؛ ومن هنا فإن ظهره لن يكون آمنًا إن دخل الأندلس، وكان عليه أولاً أن يحمي ظهره.
كان موسى بن نصير قد تعلَّم من أخطاء سابقيه؛ فلم يكن يخطو خطوةً حتى يُؤَمِّن ظهره أولاً، وفي شرق الأندلس كانت تقع جزرٌ تُسَمَّى جزر البليار -وهي عدَّة جزر تقع أمام الساحل الشرقي لإسبانيا، وأهمها ثلاثة جزر هي: مَيُورْقَة ومَنُورقَة ويَابِسَة، وتُسَمَّى في المصادر العربية بالجزر الشرقية- وهي قريبة جدًّا من الأندلس؛ ومن هنا فإن ظهره لن يكون آمنًا إن دخل الأندلس، وكان عليه أولاً أن يحمي ظهره.
العقبة الثالثة: وجود ميناء سبتة المطل على مضيق جبل طارق في أيدي نصارى على علاقة بملوك الأندلس
لم يكن المسلمون حينئذٍ قد فتحوا مدينة سَبْتَة، وهي مدينة ذات موقع استراتيجي مهم، ولها ميناء يطلُّ على مضيق جبل طارق، فكانت آنئذٍ تحت حكم رجل نصراني يُدْعَى (يُليان)، الذي كانت تربطه علاقات طيبة بملك الأندلس السابق غِيطشَة، وغِيطشَة هذا كان قد تعرَّض لانقلاب قادَه قائد له يُدعى لُذريق، وتولى لُذريق حُكم الأندلس نتيجة هذا الانقلاب، فخشي موسى بن نصير إن هو هاجم الأندلس أن يتحالف يُليان مع لُذريق ضدَّه نظير مقابل مادي أو تحت أي بند آخر، فيُحاصروه ويقضوا عليه هو وجنوده.
لم يكن المسلمون حينئذٍ قد فتحوا مدينة سَبْتَة، وهي مدينة ذات موقع استراتيجي مهم، ولها ميناء يطلُّ على مضيق جبل طارق، فكانت آنئذٍ تحت حكم رجل نصراني يُدْعَى (يُليان)، الذي كانت تربطه علاقات طيبة بملك الأندلس السابق غِيطشَة، وغِيطشَة هذا كان قد تعرَّض لانقلاب قادَه قائد له يُدعى لُذريق، وتولى لُذريق حُكم الأندلس نتيجة هذا الانقلاب، فخشي موسى بن نصير إن هو هاجم الأندلس أن يتحالف يُليان مع لُذريق ضدَّه نظير مقابل مادي أو تحت أي بند آخر، فيُحاصروه ويقضوا عليه هو وجنوده.
العقبة الرابعة: قلة عدد المسلمين
كانت العقبة الرابعة التي واجهت موسى بن نصير هي أن قوات المسلمين الفاتحين التي جاءت من جزيرة العرب ومن الشام واليمن محدودة جدًّا، وكانت في الوقت نفسه منتشرة في بلاد الشمال الإفريقي؛ ومن ثَمَّ قد لا يستطيع أن يُتِمَّ فتح الأندلس بهذا العدد القليل من المسلمين، هذا مع خوفه أن تنقلب عليه بلاد الشمال الإفريقي إذا هو خرج منها بقواته.
كانت العقبة الرابعة التي واجهت موسى بن نصير هي أن قوات المسلمين الفاتحين التي جاءت من جزيرة العرب ومن الشام واليمن محدودة جدًّا، وكانت في الوقت نفسه منتشرة في بلاد الشمال الإفريقي؛ ومن ثَمَّ قد لا يستطيع أن يُتِمَّ فتح الأندلس بهذا العدد القليل من المسلمين، هذا مع خوفه أن تنقلب عليه بلاد الشمال الإفريقي إذا هو خرج منها بقواته.
العقبة الخامسة: كثرة عدد النصارى
في مقابل قوَّة المسلمين المحدودة كانت قوات النصارى تقف بعُدَّتها وضخامتها عقبةً في طريق موسى بن نصير لفتح الأندلس، وكان للنصارى في الأندلس أعدادٌ ضخمةٌ، هذا بجانب قوَّة عُدَّتهم وكثرة قلاعهم وحصونهم، وإضافة إلى ذلك فهم تحت قيادة لُذريق القائد القوي.
في مقابل قوَّة المسلمين المحدودة كانت قوات النصارى تقف بعُدَّتها وضخامتها عقبةً في طريق موسى بن نصير لفتح الأندلس، وكان للنصارى في الأندلس أعدادٌ ضخمةٌ، هذا بجانب قوَّة عُدَّتهم وكثرة قلاعهم وحصونهم، وإضافة إلى ذلك فهم تحت قيادة لُذريق القائد القوي.
العقبة السادسة: طبيعة جغرافية الأندلس، وكونها أرضًا مجهولةً بالنسبة للمسلمين
كان البحر حاجزًا بين المسلمين وبلاد الأندلس، فلم يكونوا على علمٍ بطبيعتها وجغرافيتها؛ وهذا ما يجعل الإقدام على غزو أو فتح هذه البلاد أمرًا صعبًا، فضلاً عن هذا فقد كانت بلاد الأندلس تتميَّز بكثرة الجبال والأنهار، تلك التي ستقف عقبةً كئودًا أمام حركة أيِّ جيش قادم، خاصةً إذا كانت الخيول والبغال والحمير هي أهمُّ وسائل ذلك الجيش في نقل العُدَّة والعَتَاد.
كان البحر حاجزًا بين المسلمين وبلاد الأندلس، فلم يكونوا على علمٍ بطبيعتها وجغرافيتها؛ وهذا ما يجعل الإقدام على غزو أو فتح هذه البلاد أمرًا صعبًا، فضلاً عن هذا فقد كانت بلاد الأندلس تتميَّز بكثرة الجبال والأنهار، تلك التي ستقف عقبةً كئودًا أمام حركة أيِّ جيش قادم، خاصةً إذا كانت الخيول والبغال والحمير هي أهمُّ وسائل ذلك الجيش في نقل العُدَّة والعَتَاد.
موسى بن نصير ومواجهة العقبات
لم يستسلم موسى بن نصير رغم هذه العقبات التي كانت موجودة في طريق فتح الأندلس، بل زادته هذه العقبات إصرارًا على فتحها، ومن هنا بدأ -وفي أناةٍ شديدة- يُرَتِّب أموره ويُحَدِّد أولوياته، فعمل على مواجهة هذه العقبات على النحو التالي:
لم يستسلم موسى بن نصير رغم هذه العقبات التي كانت موجودة في طريق فتح الأندلس، بل زادته هذه العقبات إصرارًا على فتحها، ومن هنا بدأ -وفي أناةٍ شديدة- يُرَتِّب أموره ويُحَدِّد أولوياته، فعمل على مواجهة هذه العقبات على النحو التالي:
أولاً: بناء المواني وإنشاء السفن
بدأ موسى بن نصير في عام (87 أو 88هـ=706 أو 707م) ببناء المواني التي تُشَيَّد فيها السفن، وإن كان هذا الأمر ربما يطول أمده، إلاَّ أنه بدأه بهمة عالية وإرادة صلبة؛ فبنى أكثر من ميناءفي الشمال الإفريقي.
بدأ موسى بن نصير في عام (87 أو 88هـ=706 أو 707م) ببناء المواني التي تُشَيَّد فيها السفن، وإن كان هذا الأمر ربما يطول أمده، إلاَّ أنه بدأه بهمة عالية وإرادة صلبة؛ فبنى أكثر من ميناءفي الشمال الإفريقي.
ثانيًا: تعليم الأمازيغ (البربر) الإسلام
وفي أثناء ذلك بدأ موسى بن نصير -أيضًا- يبذل جهودًا أكبر لتعليم الأمازيغ (البربر) الإسلامَ في مجالس خاصة لهم، أشبه بما نُسَمِّيه الآن الدورات المكثَّفة، فلمَّا اطمأنَّ إلى فهمهم للإسلام بدأ يعتمد عليهم ويستعملهم في جيشه، وهذا الصنيع من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- أن نجده عند غير المسلمين؛ فلم تستطع دولةٌ محارِبَةٌ أو فاتحة غير الدول الإسلامية أن تُغَيِّر من طبائع الناس وحُبِّهم وولائهم الذي كانوا عليه؛ حتى يُصبحوا هم المدافعين عن هذه الدولة والناشرين لدينها؛ خاصَّة إذا كانوا حديثي عهدٍ بهذا الفتح أو بهذا الدين الجديد، فهذا أمر عجيب حقًّا، ولا يتكرَّر إلاَّ مع المسلمين وحدهم؛ فقد ظلَّت فرنسا -على سبيل المثال- في الجزائر مائة وثلاثين عامًا، ثم خرجت جيوشها، بينما ظلَّ الجزائريون كما كانوا على الإسلام لم يتغيَّرُوا، بل زاد حماسهم له وزادت صحوتهم الإسلامية.
وفي أثناء ذلك بدأ موسى بن نصير -أيضًا- يبذل جهودًا أكبر لتعليم الأمازيغ (البربر) الإسلامَ في مجالس خاصة لهم، أشبه بما نُسَمِّيه الآن الدورات المكثَّفة، فلمَّا اطمأنَّ إلى فهمهم للإسلام بدأ يعتمد عليهم ويستعملهم في جيشه، وهذا الصنيع من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- أن نجده عند غير المسلمين؛ فلم تستطع دولةٌ محارِبَةٌ أو فاتحة غير الدول الإسلامية أن تُغَيِّر من طبائع الناس وحُبِّهم وولائهم الذي كانوا عليه؛ حتى يُصبحوا هم المدافعين عن هذه الدولة والناشرين لدينها؛ خاصَّة إذا كانوا حديثي عهدٍ بهذا الفتح أو بهذا الدين الجديد، فهذا أمر عجيب حقًّا، ولا يتكرَّر إلاَّ مع المسلمين وحدهم؛ فقد ظلَّت فرنسا -على سبيل المثال- في الجزائر مائة وثلاثين عامًا، ثم خرجت جيوشها، بينما ظلَّ الجزائريون كما كانوا على الإسلام لم يتغيَّرُوا، بل زاد حماسهم له وزادت صحوتهم الإسلامية.
علَّم موسى بن نصير الأمازيغ (البربر) الإسلام عقيدةً وعملاً، وغرس فيهم حُبَّ الجهاد وبَذْل النفس والنفيس لله ؛ فكان أن صار جُلُّ الجيش الإسلامي وعمادُه من الأمازيغ (البربر) الذين كانوا منذ ما لا يزيد على خمس سنوات من المحاربين له.
ثالثًا: تولية طارق بن زياد على الجيش
القائد هو قِبلة الجيش وعموده، بهذا الفَهْم ولَّى موسى بن نصير قيادةَ جيشه - المتَّجه إلى فتح بلاد الأندلس - القائدَ الأمازيغي (البربري) المحنَّك طارق بن زياد (50-102هـ=670-720م) ذلك القائد الذي جمع بين التقوى والورع، والكفاءة الحربية، وحُبِّ الجهاد، والرغبة في الاستشهاد في سبيل الله، ورغم أنه كان من الأمازيغ (البربر) وليس من العرب إلاَّ أن موسى بن نصير قدَّمه على غيره من العرب، وكان ذلك لعدة أسباب؛ منها:
القائد هو قِبلة الجيش وعموده، بهذا الفَهْم ولَّى موسى بن نصير قيادةَ جيشه - المتَّجه إلى فتح بلاد الأندلس - القائدَ الأمازيغي (البربري) المحنَّك طارق بن زياد (50-102هـ=670-720م) ذلك القائد الذي جمع بين التقوى والورع، والكفاءة الحربية، وحُبِّ الجهاد، والرغبة في الاستشهاد في سبيل الله، ورغم أنه كان من الأمازيغ (البربر) وليس من العرب إلاَّ أن موسى بن نصير قدَّمه على غيره من العرب، وكان ذلك لعدة أسباب؛ منها:
1- الكفاءة: لم يمنع كون طارق بن زياد غير عربي أن يُوَلِّيَه موسى بن نصير قيادةَ الجيش؛ فهو يعلم أنه ليس لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي فضلٌ إلاَّ بالتقوى؛ فقد وجد فيه الفضل على غيره، والكفاءة في القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن دعوة الإسلام ليست دعوة قَبَلِية أو عنصرية تدعو إلى التعصب، وتُفَضِّل عنصرًا أو طائفةً على طائفة؛ إنما هي دعوة للعالمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
2- قدرته على فَهم وقيادة قومه: إضافة إلى الكفاءة التي تميَّز بها طارق بن زياد كان لأصله الأمازيغي (البربري) الفضلُ في القضاء على أيٍّ من العوامل النفسية التي قد تختلج في نفوس الأمازيغ (البربر) الذين دخلوا الإسلام حديثًا؛ ومِن ثَمَّ استطاع قيادتهم وتطويعهم للهدف الذي يصبو إليه، ثُمَّ لكونه أمازيغيًّا (بربريًّا) فهو قادر على فهم لغة قومه؛ إذ ليس كل الأمازيغ (البربر) يُتقنون الحديث بالعربية، وكان طارق بن زياد يُجيد اللغتين العربية والأمازيغية (البربرية)ولهذه الأسباب وغيرها رأى موسى بن نصير أنه يصلح لقيادة الجيش فولاَّه إيَّاها.
؛
؛
رابعًا: فتح جزر البليار وضمها إلى أملاك المسلمين
من أهمِّ الوسائل التي قام بها موسى بن نصير تمهيدًا لفتح الأندلس، وتأمينًا لظهره -كما عهدناه- قام بفتح جزر البليار -التي ذكرناها سابقًا- وضمَّها إلى أملاك المسلمين، وبهذا يكون قد أمَّن ظهره من جهة الشرق، وهذا العمل يدلُّ على حُنكته وبراعته في التخطيط والقيادة، ومع هذا كلِّه فقد أُغفِل دورُه في التاريخ الإسلامي كثيرًا.
من ابرز شعراء الأندلس .... ابن زيدون
من ابرز شعراء الاندلس ...
ابن زيدون ...
لقراءة أشعار ابن زيدون اضغط على الرابط
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=185
ابن زيدون ...
مولده ونشأته
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي ولد عام 394هـ و1003م بقرطبة وكان ينتمي إلى قبيلة بني مخزوم التي كان لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام لما عرفت به من الفروسية والشجاعة ، فكان والد ابن زيدون من أكبر وأعظم الفقهاء والعلماء البارزين واهتم جده أيضا بالعلوم وتولى القضاء بمدينة سلبم ، ومن المعروف عن مدينة قرطبة أنها تحتوي على المناظر الساحرة والطبيعة الخلابة والمتميزة لذلك نشأ ابن زيدون في هذه البيئة لتصبح روحه ملاصقة للجمال الساحر الذي بها حتى تفتحت عيناه على الشعر والشعراء مما نمى لديه موهبته الفطرية وأصبح من أهم شعراء العصر الأندلسي .
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي ولد عام 394هـ و1003م بقرطبة وكان ينتمي إلى قبيلة بني مخزوم التي كان لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام لما عرفت به من الفروسية والشجاعة ، فكان والد ابن زيدون من أكبر وأعظم الفقهاء والعلماء البارزين واهتم جده أيضا بالعلوم وتولى القضاء بمدينة سلبم ، ومن المعروف عن مدينة قرطبة أنها تحتوي على المناظر الساحرة والطبيعة الخلابة والمتميزة لذلك نشأ ابن زيدون في هذه البيئة لتصبح روحه ملاصقة للجمال الساحر الذي بها حتى تفتحت عيناه على الشعر والشعراء مما نمى لديه موهبته الفطرية وأصبح من أهم شعراء العصر الأندلسي .
فقد ابن زيدون والده ولم يتجاوز عمره الحادية عشر مما جعل جده يتولى تربيته حتى لا ينزلق وراء مهاوى الإنحراف فقد اختار جده أسلوب الصرامة والشدة في رعايته حتى استطاع أن ينشئه التنشئة السليمة وعلمه القرآن والنحو والشعر والأدب والعلوم حتى لمح الجد على ابن زيدون كل معالم التفوق والنبوغ حتى أنه عاش في مستوى اجتماعي وثقافي مرفوع وساعده على ذلك الجد كما تمتع ابن زيدون بالفطانة والذكاء والنبوغ في كافة ربوع العلوم والأهم من ذلك نبوغه في الشعر والنظم .
موهبته الشعرية
استطاع ابن زيدون أن يكون له مكانة مرموقة وسط الشعراء في العصر الأندلسي وقد اتصل بأكبر الشعراء والأعلام الكبار في هذا العصر على الرغم من صغر سنه إلا أنه تولى مناصب عليا وأهمهم منصب الوزارة فكانت تجمعه صداقة قوية بينه وبين أبي الوليد ابن جهور الذي كان ولي العهد وأثناء تولي ابن زيدون منصب الوزارة عرف عنه العلم والفضل ولذلك تولى مهمة القضاء حيث أظهر لديه كل معالم العدل والحزم والحق ونصرة المظلوم وفي نفس الوقت لن ينسى أبدا موهبته الشعرية حيث تغنى بكل أغراض الشعر العربي كالغزل بولادة بنت المستكفي التي ضمنها ضمن كل قصائده وأيضا شعر الفخر والرثاء وخاصة رثاء المدن فقد كانت له قصيدة مشهورة في رثاء مدينة الزهراء كما برع في وصف الطبيعة حيث وصف كل ما حوله من طبيعة خلابة .
استطاع ابن زيدون أن يكون له مكانة مرموقة وسط الشعراء في العصر الأندلسي وقد اتصل بأكبر الشعراء والأعلام الكبار في هذا العصر على الرغم من صغر سنه إلا أنه تولى مناصب عليا وأهمهم منصب الوزارة فكانت تجمعه صداقة قوية بينه وبين أبي الوليد ابن جهور الذي كان ولي العهد وأثناء تولي ابن زيدون منصب الوزارة عرف عنه العلم والفضل ولذلك تولى مهمة القضاء حيث أظهر لديه كل معالم العدل والحزم والحق ونصرة المظلوم وفي نفس الوقت لن ينسى أبدا موهبته الشعرية حيث تغنى بكل أغراض الشعر العربي كالغزل بولادة بنت المستكفي التي ضمنها ضمن كل قصائده وأيضا شعر الفخر والرثاء وخاصة رثاء المدن فقد كانت له قصيدة مشهورة في رثاء مدينة الزهراء كما برع في وصف الطبيعة حيث وصف كل ما حوله من طبيعة خلابة .
دوره السياسي
عاش ابن زيدون في فترة عصيبة جدا واعتبرت من أكثر الفترات العصيبة في العصور الإسلامية حيث كانت فترة الفتن بين المسلمين بعضهم البغض مما استدعى الحاكم أن يستعين بإبن زيدون في فض هذه الفتن لما عرف عنه من حسن القول والفعل حيث كان من أهم الشعراء المؤثرين في الشعب ، فكان الأمر بحاجة إلى ابن زيدون خاصة من بعد قتل الكثير من المسلمين في هذه الفترة وكان أبرزهم الخليفة الأموي الذي توفي إثر هذه الأحداث حتى ظلت مدينة قرطبة مقبرة لهم طوال سنوات عديدة حتى ظهرت فتنة الطوائف والولايات .
عاش ابن زيدون في فترة عصيبة جدا واعتبرت من أكثر الفترات العصيبة في العصور الإسلامية حيث كانت فترة الفتن بين المسلمين بعضهم البغض مما استدعى الحاكم أن يستعين بإبن زيدون في فض هذه الفتن لما عرف عنه من حسن القول والفعل حيث كان من أهم الشعراء المؤثرين في الشعب ، فكان الأمر بحاجة إلى ابن زيدون خاصة من بعد قتل الكثير من المسلمين في هذه الفترة وكان أبرزهم الخليفة الأموي الذي توفي إثر هذه الأحداث حتى ظلت مدينة قرطبة مقبرة لهم طوال سنوات عديدة حتى ظهرت فتنة الطوائف والولايات .
كان لابن زيدون الدور الأكبر في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة وساعد ابن جهور على تأسيس الحكومة الجهورية حيث قام بتحريك الجماهير من خلال شعره ومكانته المرموقة في الدولة وفي هذه الفترة اعتمد عليه الحاكم ابن جهور اعتمادا كاملا وظلت العلاقة فيما بينهما موطدة جدا إلا أن تدخلت الوشاة وأوقعوا بين ابن زيدون والحاكم الجديد حتى انتهت العلاقة فيما بينهم وخاصة من بعد انتشار قصة الحب التي تجمع بين شاعرنا العظيم وولادة بنت المستكفي التي أغرم بها الكثيرون من الشعراء حتى أصبحت هناك منافسة حقيقية بين الشاعر ابن عبدوس وبين ابن زيدون لذلك حاول الجميع الإيقاع بين ابن زيدون والحاكم مما انتهى بوضع ابن زيدون في السجن وحاول التودد إلى ابن جهور ولكن لم ينجح في ذلك ولكنه كتب نونية مشهورة في حب ولادة ويقول مطلعها :
أضحى التنائي بديلا من تدانينا …. وناب عن طيب لقيانا تجافينا
أضحى التنائي بديلا من تدانينا …. وناب عن طيب لقيانا تجافينا
وفاته
توفي ابن زيدون عام 1071م – 463هـ حيث مات مسموما عندما أرسله المعتمد إلى أشبيلية على رأس الجيش ليخمد الفتنة الواقعة هناك ولكن المرض قد أصابه وتوفي عن عمر يناهز الثمانية والستون عاما من بعد رحلة عطاءه بالشعر والأدب حيث برع بكل فنون وأغراض الشعر العربي وامتاز بجزالة اللفظ والحس المرهف الذي يعبر عن مدى لباقة هذا الشاعر وحسن تربيته.
توفي ابن زيدون عام 1071م – 463هـ حيث مات مسموما عندما أرسله المعتمد إلى أشبيلية على رأس الجيش ليخمد الفتنة الواقعة هناك ولكن المرض قد أصابه وتوفي عن عمر يناهز الثمانية والستون عاما من بعد رحلة عطاءه بالشعر والأدب حيث برع بكل فنون وأغراض الشعر العربي وامتاز بجزالة اللفظ والحس المرهف الذي يعبر عن مدى لباقة هذا الشاعر وحسن تربيته.
لقراءة أشعار ابن زيدون اضغط على الرابط
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=185
من روائع شعر ابن زيدون ... قصيدة اضحى التنائي
من روائع شعر ابن زيدون
قصيدة اضحى التنائي
أداء : عبد الرحمن أبو مرعي
للاستماع للقصيدة اضغط على الرابط:
https://soundcloud.com/rb58fxqbrjcl/uoiel623l5gi
قصيدة اضحى التنائي
أداء : عبد الرحمن أبو مرعي
للاستماع للقصيدة اضغط على الرابط:
https://soundcloud.com/rb58fxqbrjcl/uoiel623l5gi
الموشحات الأندلسية ....
[الموشح] فن شعري مستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في امور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معينة في التقنية، وبخروجه غالبا على الاعاريض الخليليلة، وباستعماله اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته، ثم باتصاله القوي بالغناء.
وعرفه ابن سناء الملك فيقول: "الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص".
موشح أو موشحة أو توشيح، وتجمع على موشحات أو تواشيح من وشح بمعنى زين أو حسن أو رصع.
تعريف الموشح الموشح فن شعري مستحدث يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في امور عدة و ذلك للاتزامه بقواعد معينة في التقنية و بخروجه غالبا على الاعاريض الخليلية و باستعمال اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته. و الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص بعض شعراء الموشحات أبو حسن علي الضرير المعروف بالحصري و له قصائد عديدة من بينها (يا ليل الصب) و قد كان من شعراء المعتمد بن عباد و مات في طنجة
مخترع الموشحات:
وقد كان مخترع الموشحات في الأندلس شاعرا من شعراء فترة الأمير عبد الله اسمه مقدم بن معافى القبرى. وقد جاء في بعض نسخ كتاب الذخيرة لابن بسام أن مخترع الموشحات اسمه محمد بن محمود. والمرجح أن مخترع هذا النوع الشعري هو مقدم بن معافر، وعلى ذلك أكثر الباحثين. على أن بسام لم يجزم حين ذكر هذا الأخير، و إنما قال: ((و أول من صنع هذه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها - فيما يلقى- محمد بن محمود القبرى الضرير)). ولعل كون الشاعرين من قبرة جعل ابن بسام يضع اسما محل اسم، فكأنه قد بلغه أن الشاعر القبرى فلانا قد اخترع الموشحات، فذكر محمد بن محمود ونسى اسم مقدم. وقد وردت هذه الموشحة منسوبة إلى هذا الأندلسي في كثير من المصادر الموثوق بها مثل جيش التوشيح لابن الخطيب. و قد قال نقر من الكتاب ان مخترع الموشحات هو باسل الفوزان.
تطور الموشحات:
وقد كانت فترة نشأة الموشحات، كفترة نشأة أي فن، من حيث مشاهدتها لأولى المحاولات التي غالبا ما يعفى عليها الزمن. ومن هنا ولبعد الزمن بتلك الفترة، لم تبق لنا من هذه الموشحات الأولى التي نظمها مقدم و أمثاله أي نماذج. ولكننا نستطيع أن نتصورها موشحات بسيطة التركيب قليلة التعقيد، تتخذ مجالها من الموضوعات الغنائية كالخمر والطبيعة والغزل، وتكتب كلها باللغة العربية، ما عدا الخرجة، التي تكتب باللغة الأندلسية الشعبية. كما كانت ترضى بقالبها ولغتها و أغراضها حاجة الأندلسيين حينئذ، وتعكس اختلاط عنصريهما وامتزاج لغتيهما، وشيوع الغناء والموسيقى بينهم. وقد تطورت الموشحات تطورا بعد فترة من نشأتها تطورات عديدة، وكان من أهمها تطور أصابها في القرن الخامس الهجري، أيام ملوك الطوائف. ثم تطور آخر بعد ذلك بقليل فرع عنها ما يسمى بالزجل، حتى أصبح هذا الاتجاه الشعبي ممثلا في لونين:
-لون الموشحات، وقد صارت تكتب جميعا باللغة الفصحى
-ولون الأزجال وقد صارت تكتب جميعا باللغة العامية. وانتقل هذان اللونان من الأندلس إلى المشرق، فكثر فيه الوشاحون والزجالون. وعرفهما كذلك الأدب الأوروبي، فتأثر بهما شعراء جنوب فرنسا المسمون (التروبادور)، كما تأثر بهما كثيرون من الشعراء الأسبان الغنائيين. وانتقل التأثير إلى الشعر الإيطالي ممثلا في عدة أنواع، مثل النوع الديني المسمى(لاودس) والنوع الغنائي المسمى (بالآتا).
خصائص الموشحات:
بالإضافة إلى الجمع بين الفصحى والعامية تميزت الموشحات بتحرير الوزن والقافية وتوشيح ، أى ترصيع ، أبياتها بفنون صناعة النظم المختلفة من تقابل وتناظر واستعراض أوزان وقوافى جديدة تكسر ملل القصائد ، وتبع ذلك أن تلحينها جاء أيضا مغايرا لتلحين القصيدة ، فاللحن ينطوى على تغيرات الهدف منها الإكثار من التشكيل والتلوين ، ويمكن تلحين الموشح على أى وزن موسيقى لكن عرفت لها موازين خاصة غير معتادة في القصائد وأشكال الغناء الأخرى.
أغراض شعر الموشحات:
الغزل هو الشائع بين أغراض شعر الموشح ، لكن هناك أغراض أخرى تعرض لها من بينها الوصف والمدح والذكريات.
تكوين الموشحات:
يضم الموشح عادة ثلاثة أقسام ، دورين وخانة كل منها بلحن مختلف والختام بالخانة الأخيرة غالباً ما يكون قمة اللحن من حيث الاتساع والتنويع مثلما في موشح لما بدا يتثنى وموشح ملا الكاسات ، وقد لا تختلف الخانة الأخيرة ويظل اللحن نفسه في جميع مقاطعه كما في موشح يا شادى الألحان ، وقد تتعدد أجزاء الموشح لتضم أكثر من مقطع لكل منها شكل وترتيب وتتخذ تسميات مثل المذهب ، الغصن ، البيت ، البدن ، القفل ، الخرجة. فن الموشحات الأندلسية ...
معلومات مختارة : الموشح ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون بدافع الخروج على نظام القصيدة والثورة على النهج القديم للقصيدة وانسجاما مع روح الطبيعة الجديدة في بلاد الأندلس واندماجا في تنوع التلحين والغناء .وطريقة نظم الموشح أن تكون ذات اعاريض شتى يجمعها بيت واحد. أما من ناحية الموضوع والأغراض فالموشح يتضمن عدة مواضيع ويتنوع في الأغراض لكن الغالب عليه الغزل والمدح ووصف الطبيعة
اخترع فن التوشيح الأندلسي مقدم بن معافي القبري وقلده في ذلك ابن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب (( العقد الفريد)) لكنهما لم برعا في هذا الفن كما برع المتأخرىن عنهم وأول من برع في الموشحات عبادة القزاز جاء من بعده فلاح الوشاح (( في زمن ملوك الطوائف )) وفي عهد الملثمين برع الأعمى التطيلي ،ويحيى بن بقي ، و أبو بكر بن باجة وفي عهد الموحدين برز محمد بن أبي الفضل بن شرف وأبو الحكم أحمد بن هر دوس وابن مؤهل وأبو إسحاق الزويلي أما المع الأسماء في سماء التوشيح أبو بكر بن زهر وأبو الحسن سهل بن مالك الغرناطي ثم جاء من بعدهم ابن حزمون المرسى وأبو الحسن بن فضل الاشبيلي
وأما رئاسة فن التوشيح فهي لأبي عبد الله ابن الخطيب صاحب الموشحة الشهيرة (( جادك الغيث )) توفى أبو عبد الله سنة 1374 م ، شاعر الأندلس والمغرب تولى الوزارة بغرناطة وعرف بذي الوزارتين (( الأدب والسيف)) وتعتبر موشحة ابن الخطيب من أشهر الموشحات وأغناها بالفكرة والصورة والإحساس والتلوين الكلامي ولاعتيادية، ويتكون أغلب الموشح من القفل والبيت، فمنه ما جاء على أوزان العرب كالمخمسات، فيؤتى بخمسة أقسام من وزن وقافية، ثم بخمسة أخرى من وزن وقافية أخرى، كقول ابن زهر في بحر الرمل:
أيها الساقي إليك المشتكى قد دعونا وإن لم تسمعِ
ومن الموشح ما يدعى باسم المسمطات ، كأن يبدأ ببيت مصرع ثم يأتي بأربعة أقسام أو أقل ، وهناك أيضا المزدوجات من ذوات القافية المزدوجة في كل بيت.
ومنها ما لا وزن فيها، فكل موشحة مكونة من عناصرها الأساسية المعهودة، كمطلع الموشح وهو البيت الأول لها، وقد يكون من قسمين أو أكثر وهو القفل الأول. ويليه باقي الأقفال المتفقة مع بعضها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها، ثم الغصن وهو كل قسم من أقسام المطلع والأقفال إذ تتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها، أما الدّور وهو البيت، فقد يكون بسيطاً مؤلفاً من أجزاء مفردة.
وقد يكون مركباً مؤلفاً من فقرتين أو أكثر،وآخر قفل في الموشحة يدعى الخرجة، فقد تكون عامية أو معربة أو أعجمية، وهكذا فإننا لا نجد في معاني الموشحات جِدّةً وعمقاً، فتبدو الموشحة كغادةٍ بالغت في الزينة واستعمال المساحيق فخسرت الكثير من جمالها ولكنها على الرغم من ذلك قد استطاعت أن تحافظ على رشاقتها ومشيتها المرقصة، ولَمّا كانت الموشحات قد اخترعت في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم في الأغراض التي تناسب هذا الفن كالغزل ووصف الطبيعة،إلا أنها رغم ذلك خاضت ما تبقى من أنواع الشعر كالمدح والرثاء والهجو والمجون والزهد، ونظرا لطبيعة الأندلس المذهلة الأخاذة، كان كثير من الشعراء ينجحون في وصف الطبيعة.نبذة تاريخية عن الموشحات:
أجمع مؤرخو الشعر العربي على أن فن الموشحات فن أندلسي خالص ، عرف به أبناء الأندلس ومنهم انتقل متأخراً إلى المشرق ، وهو من أروع ما خلف الأندلسيون من تراث أدبي .
سبب تسميتها:
وقد سمي هذا الفن بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين وتناظر وصنعة فكأنهم شبهوه بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجوهر .
بناء الموشح : تختلف الموشحات عن القصائد العربية من حيث البناء ويتألف الموشح من أجزاء مختلفة يكوّن مجموعها بناء الموشح الكامل ، وقد اصطلح النقاد على تسمية هذه الأجزاء بمصطلحات ، وهذه الأجزاء هي :
1- المطلع 2- القفل 3- الدور 4- السمط 5- الغصن 6- البيت 7- الخرجة
ومن أراد التوسع في معرفة تلك الأجزاء فعليه بمطالعة نماذج من الموشحات ليتكون له كأمثلة تطبيقية ، على نحو موشحة( لسان الدين بن الخطيب ) التي يقول في مطلعها : جادك الغيث إذا الغيث همى يــازمــان الـوصل بالأندلـس لــم يـكـن وصلك إلا حـلـمــا في الكرى أوخلسة المختلس وهي موجودة في مشاركة مستقلة .
من أشهر الوشاحين الأندلسيين : ( عبادة بن ماء السماء ، عبادة القزاز ، ابن بقي الأعمى التطيلي ، لسان الدين بن الخطيب ، ابن زمرك ابن سناء الملك ، شهاب الدين العزازي ، ابن باجة ابن سهل ، ،ابن زهر ، محيي الدين بن العربي أبو الحسن المريني ).
موشح أيها الساقي ....
موشح ايها الساقي
لأبن زهر
وهو من الموشحات الذائعة الصيت والبالغة الدقة والتصوير، موشحة ابي بكر ابن زهر، وهي تعتبر نموذجا من في الموشحات التامة، يقول ابن الزهر، وهو حفيد ابي مروان عبد الملك ابن زهر، وكانت وفاته سنة 1119م، يقول من شعر ظاهره التغني بالخمرة، وما هي بالخمرة، لكنها عروس شعر تقليدي كان يحلو لهم أن يبدأوا به موشحاتهم يقول:
أيها الساقي اليك المشتكى ** قــد دعونـــاك وإن لــم تسمع
ونديــم همــت في غرتــــه
وبشرب الــراح مـــن راحته
كلما استيقظ من سكرتـــه
جـــذب الــزق اليه واتكـــى ** وسقاني اربعـــاً فــي اربــع
***
ما لعيني عشيت بالنظــــر
أنــــكرت بعــدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فاسمع خبري
عشيت عيني من طول البكا ** وبكى بعضي على بعضي معي
***
غصن بـــان مـــال من حيث استوى
بـــات مــن يهـــواه مـــن فرط الجـوى
خفق الاحشاء مــوهـــون القـــوى
كلما فكر في البين بكـــى ** ويحـــه يبــــكي لمـــا لم يـــقــــعِ
***
ليس لي صبر ولا لي جــــلــــدُ
يـــا لقــومي عــذلــوا واجتهدوا
أنـــكروا شكواي مما أجـــــدُ
مثل حــالي حقـــها أن تشتكي ** كمـــد اليــأس وذل الطمعِ
***
كبدي حـــري ودمعـــي يكـــــفُ
تعــــرف الذنــــب ولا تعترفُ
أيـــها المعــــرض عــما اصــفُ
قـــد نمــــا حبي بقلبي وزكـــا ** لا تــــخــل في الحب أنـــي مــدعي
وهذه الموشحة نسبت في بعض الأحايين لعبد الله بن المعتز (المتوفي 295 هـ) وهو شاعر عباسي لا علاقة له بالاندلس.
لا يوجد أي دليل يؤكد مصدر نشأة الموشحات إلا أنه يرجح أن يكون القرن الثالث الهجري تاريخا له بدليل ظهوره في القرن الرابع بالتحديد في الاندلس
اشتقت كلمة الموشح من المعنى العام للتزيين سواء كان ذلك وشاحا أم قلادة أم غير ذلك، واستعملت الكلمة في أحايين كثيرة للتعبير عن بعض المعاني البلاغية، وهي تدل على قالب من قوالب الشعر العربي عرف باسم الموشحات أو التوشيح أو الموشح وعرف ناظمه باسم الوشاح، ولم يذكر لنا التاريخ أن أحد الشعراء اقتصر ابداعة على الموشحات فقط
والآراء حول النشأة الاندلسية للموشحات أكثر من أن تحصى لكن ليس معنى هذا أن الموشحات ظاهرة مستقلة لا علاقة لها بالشعر العربي فمؤلفو الموشحات أولا وأخيرا شعراء عرب وهذه حقيقة لم ينكرها حتى المستشرقون المنادون بأن الموشحات عناصر أسبانية محلية.
وقد قسم ابن سينا الملك في كتابه (دار الطراز) الموشحات إلى قسمين الأول: ما بني على أوزان شعر العرب، والثاني: ما لا علاقة له بهذه الأوزان.
مابني على أشعار العرب من الموشحات ينقسم بدوره إلى قسمين الأول/ ليس فيه من حيث الوزن عن الشعر العادي وهو أشبه بالمخمسات منه بالموشحات ولا يفعله إلا الضعفاء من الشعراء، القسم الثاني فهو ما يتخلله قفل أو بيت أو حركة تخرجه عن أن يكون شعرا صرفا وقرضا محضا.
أما الموشحات التي لا تجيء على أوزان شعر العرب وأمرها ولا شك أكثر تعقيدا وهو يمثل الكثرة الغالبة من الموشحات، ومن الصعب ايجاد عروضا لهذا النمط من الموشحات، فعروضه لا يمكن ضبطها إلا من خلال التلحين والغناء.
تتميز الموشحات بأنها مكتوبة بلغة صحيحة تتفق مع قواعد اللغة العربية في نفس الوقت تتسم بالسلاسة والوضوح والعذوبة ومن النادر أن تجد كلمة صعبة الفهم في الموشح
غني عن القول أن الموشحات الاندلسية امتدادا لما سار عليه الشعراء المحدثون من أمثال أبي نواس وأبي العتاهية وابن المعتز، والموشحات الأندلسية بحكم قالبها الجديد وموضوعاتها وغنائيتها كانت في غنى عن الديباجة الفاخرة والأساليب الفظة التي تتسم بطابع البداوة فجاءت بصورة عامة بعيدة عن المحسنات البديعية والألاعيب اللفظية.
وكان أهمية ظهور الموشحات الأندلسية في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، وحالت دون انتشار العامية وجعلت للزجل مكانة ثانوية في الأدب على الرغم من أن بيئة الأندلس كانت تغري بإضعاف مكانة القصحى لأنها تتركب إلى جانب الجنس العربي من عناصر بشرية أيبيرية وبربرية ويهودية ووو… غيرها. أقدم الموشحات المعروفة لنا تعود إلى القرن الخامس الهجري، وارتبطت أغلب الآراء على أن الموشحات ارتبطت منذ أطوارها الأولى بالموسيقى والغناء ومن الطبيعي أن تكون الموضوعات ذائعة الصيت ذات صلة بالوصف والحنين والخمريات ثم تدخل مرحلة معالجة الفنون التقليدية الآخرى من مديح وهجاء ورثاء وشعر ديني و…غيرها.
وكان لانتقال متصوفة المغرب من أمثال ابن عربي والششتري إلى المشرق أثره البعيد في انتشار هذا اللون من الموشحات الصوفية في كل أنحاء العالم الإسلامي وإلى تغلغله في أوساط الشعب حتى أصبحت كلمة التوشيح مرتبطة في الأذهان بالأناشيد الدينية والصوفية.
لعل الموشحات أهم الأشكال التي تفتقت عنها القريحة العربية، في سعيها الحثيث نحو الابتكار والتجديد فقد ظهرت قبلها وواكبتها ألوان آخرى متنوعة بالفصحى والعامية، مثل ما يطلق عليه اسم المسمطات والدوبيت… الخ، لكن الكثير منها انطوت صفحته منذ أمد بعيد، أو عاش مغمورا الشأن ضئيل الأثر، أما الموشحات فإنها ازدادت مع الأيام تألقا، وشمل تأثيرها العالم العربي كله بل والأكثر من ذلك أنها تعدت نطاق العالم العربي، وظهر على غرارها موشحات بالعبرية، فضلا عن أن جمهرة من علماء الغرب تذهب إلى أن الموشحات والأزجال تمثل الركيزة التي بنيت على أساسها أغاني التروبادور.
ويقول د. محمد زكريا عناني في كتابة عن الموشحات الأندلسية: "الموشحات في واقع الأمر فن أندلسي خالص، بمعنى أنه لم يعرف في صورته الناضجة المكتملة إلا على أرض الأندلس، وليس في هذا الرأي ما يتعارض والقول بأن هناك أعمالا ظهرت بالمشرق، يعدونها بمثابة التمهيد لظهور هذا اللون الأدبي الجديد، الذي ظهر في أواخر القرن الثالث الهجري على يد شعراء مثل (محمد بن محمود القبري)، (مقدم بن معافي).
ويقال أن أول من صنع هذه الموشحات محمد بن محمود القبري الضرير، كان يصنعها على أشطار من الأشعار.
يواصل د. محمد زكريا عناني في كتابة عن الموشحات الأندلسية :"وصل فن الموشحات إلى قمة تمامه في القرن السادس الهجري وقد احتفظت مجموعات مختلفة مثل (دار الطراز) و(توشيع التوشيح) و(جيش التوشيح) بقدر وفير من النصوص الجميلة التي تنتمي لهذه الفترة.وتجيء مرحلة تالية في القرن السابع الهجري تبدأ فيها الموشحات الصوفية في التدفق وتظهر هنا وهناك بعض سمات الخروج عن القواعد المتفق عليها على أن التقاليد الأصلية تظل مائلة عند عدد من المبرزين في التوشيح، مثل ابن سهل الأشبيلي صاحب النص المعروف
هل درى ظبي الجمى أن قد حمى قلب صب حلة عن مكنس
وصاحب موشحة (رحب بضيف الأنس) التي لم تشتهر شهرة (هل درى)، مع ذلك فإنها لا تقل عنها جمالا، فضلا عن أنها تخلف في النفس أثرا يشبه من بعض الوجوه ما تخلفه قراءة (رباعيات الخيام) من أصداء وعبق وحرارة".
واستمر فن الموشحات على أرض الأندلس زهاء خمسة قرون، وكان آخرها سنة 898 هـ بانتهاء الهيمنة الإسلامية على آخر مدينة أندلسية في غرناطة، وهكذا يقدر لأصداء الموشحات أن ترتحل بعيدا عن أجواء الحمراء وغرناطة، كما ارتحلت من قبل عن قرطبة وأشبيلية وطليطلة وغيرها من مدن الأندلس.
انتقلت الموشحات من غرناطة الى سوريا ولبنان ومصر، وكان أول الناظمين للموشح في مصر هو (ابن سناء الملك) في القرن السادس الهجري، فأقبل المصريون عليها وعلى غنائها حتى وصل الموشح الغنائي قمته في مصر على يد محمد عثمان، ولابن سناء الملك مخطوط بعنوان "دار الطراز في عمل الموشحات"، وهو أهم مرجع مدون به الكثير من فن الموشحات، ولقد أطلق اسم "الصهبجية" على حفظة الموشحات من المصريين الذين كانوا يجلسون في دائرة يتوسطهم ضابط الإيقاع عازف الدف، وهو الرئيس، وكانوا يقدمون عروضهم الغنائية (الموشحات) في المقاهي والحفلات.
فى أواسط القرن التاسع عشر وصلت الموشحات إلى مجموعة من الفنانين الموهوبين لم يقتصروا على حفظ القديم بل جددوا وأضافوا إليه، فظهرت موشحات جديدة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ومن هؤلاء محمد عثمان ملحن ملا الكاسات الذى ساهمت ألحانه القوية واهتمامه بضبط الأداء مع صوت عبده الحامولى الذى وصف بالمعجزة فى انتقال الموشحات من الأوساط الشعبية إلى القصور وأصبح الموشح جزءا أساسيا من الوصلات الغنائية، واستمر هذا التقليد حتى أوائل القرن العشرين حينما ظهرت باقة من الموهوبين أضافت إلى الموشحات مثل سلامة حجازى وداود حسنى وكامل الخلعى، حتى وصل إلى سيد درويش فأبدع عدة موشحات كانت بمثابة قمة جديدة وصل إليها هذا الفن، لكن المفارقة الكبرى تمثلت فى أن سيد درويش نفسه كان كخط النهاية فلم تظهر بعده موشحات تذكر
أعيد غناء الموشحات فى أواخر الستينات من القرن العشرين كمادة تراثية عن طريق فرق إحياء التراث التى بدأت بفرقتين هما فرقة الموسيقى العربية بقيادة عبد الحليم نويرة فى القاهرة وكورال سيد درويش بقيادة محمد عفيفى بالإسكندرية، ثم ظهرت فرق أخرى كثيرة فى موجة قوية لاستعادة التراث خلقت جمهورا جديدا من محبى الموشحات والفن القديم، كما غنى الموشحات بعد ذلك مطربون فرادى مثل صباح فخرى وفيروز وظهرت أجزاء من موشحات كمقدمات لأغانى عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وآخرين مثل كامل الأوصاف لحن محمد الموجى وقدك المياس والعيون الكواحل وغيرها
لقطات من مسلسل ربيع قرطبة
لقطات من مسلسل ربيع قرطبة
لمشاهدة الحلقة اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=L4dLtzEyo7g
لمشاهدة الحلقة اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=L4dLtzEyo7g
الحلقة الاخيرة من مسلسل ملوك الطوائف
الحلقة الأخيرة من مسلسل ملوك الطوائف
لمشاهدة الحلقة اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=GcIrCrO2Aa0
لمشاهدة الحلقة اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=GcIrCrO2Aa0
في رحاب الأدب الأندلسي ....
في رحاب الأدب الأندلسي ...
لتحميل كتاب قضاة قرطبة للخشني اضغط على الرابط :
http://waqfeya.com/book.php?bid=10812
لتحميل وقراءة كتاب نفح الطيب للمقري اضغط على هذا الرابط :
http://download-literature-pdf-ebooks.com/16491-free-book
لتحميل كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي اضغط على الرابط :
http://arareaders.com/books/details/189
لتحميل كتاب قضاة قرطبة للخشني اضغط على الرابط :
http://waqfeya.com/book.php?bid=10812
لتحميل وقراءة كتاب نفح الطيب للمقري اضغط على هذا الرابط :
http://download-literature-pdf-ebooks.com/16491-free-book
لتحميل كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي اضغط على الرابط :
http://arareaders.com/books/details/189
مقتطفات من موشحات أندلسية _ ربيع قرطبة
مقتطفات من موشحات أندلسية _ ربيع قرطبة
للاستماع اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=v4hW2n_q1dw
للاستماع اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=v4hW2n_q1dw
من روائع الفن الأندلسي .... أداء فيروز و وديع الصافي
من روائع الفن والموشحات الأندلسية
أداء فيروز و وديع الصافي
للاستماع اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=JPhS1euUPxM
أداء فيروز و وديع الصافي
للاستماع اضغط على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=JPhS1euUPxM
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)